إعداد: مصطفى الزعبي
كشفت دراسة حديثة أجراها علماء في جامعة «المدرسة العليا للاقتصاد» الروسية أن نماذج الذكاء الاصطناعي الحالية، ومن بينها «تشات جي بي تي» و«كلاود»، تميل إلى الخسارة في ألعاب التفكير الاستراتيجي، لأنها تبالغ في تقدير ذكاء وعقلانية البشر.
وأظهرت الدراسة، التي شملت خمسة نماذج لغوية كبرى، أن الذكاء الاصطناعي يفترض مستويات عالية من المنطق لدى خصومه البشر سواء كانوا طلاباً أو علماء ما يجعله يلعب «بذكاء مفرط» يتجاوز الواقع.
وفي تجربة «مسابقة الجمال الكينزية» التي تتطلب توقع متوسط اختيارات الآخرين، فشلت النماذج في تحقيق الفوز، لأنها اختارت أرقاماً تعتمد على منطق رياضي صرف، متجاهلة ميل البشر للاختيارات العشوائية أو العاطفية.
ووفقاً للنتائج التي نشرها مختبر الدراسات الرياضية بالجامعة، فإن الذكاء الاصطناعي نجح في تعديل استراتيجياته بناءً على هوية الخصم، فاختار أرقاماً قريبة من الصفر عند مواجهة خبراء في نظرية الألعاب، وأرقاماً أعلى عند مواجهة الطلاب المبتدئين، ومع ذلك، لم يتمكن من محاكاة السلوك البشري بدقة، ما أدى إلى قرارات لا تتناسب مع ردود الفعل البشرية الفعلية.
وأكد ديمتري داغاييف، رئيس الفريق البحثي، أن هذه النتائج تكتسب أهمية قصوى في المجالات الاقتصادية والأسواق المالية، حيث يعتمد النجاح على توقع تقييمات الآخرين وليس المنطق المجرد.
وأشار إلى أنه مع تزايد اعتماد الشركات على الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرار، تبرز الحاجة لتطوير نماذج قادرة على فهم عدم عقلانية البشر لضمان كفاءة اقتصادية حقيقية.